الشاعرة لميعة عمارة

محمود فهد
المؤلف محمود فهد
تاريخ النشر
آخر تحديث
لميعة عباس عمارة
الشاعرة لميعة عباس عمارة - سيرتها وأعمالها

الشاعرة لميعة عباس عمارة

لميعة عباس عمارة (1929 - 2021)، شاعرة عراقية بارزة تُعتبر من رواد الشعر العربي الحديث. ساهمت بشكل كبير في تطوير الشعر الحر وكانت من أعمدة الأدب العراقي والعربي.

جدول المحتويات

السيرة الذاتية

وُلدت لميعة عباس عمارة في بغداد عام 1929 لعائلة مندائية عريقة، وتعد إحدى أعمدة الشعر المعاصر في العراق، واشتهرت عائلتها بصياغة الذهب، و هي ابنة خالة الشاعر العراقي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد. درست في دار المعلمين العالية وحصلت على إجازة تعليمية عام 1950. كانت من أوائل النساء العراقيات اللواتي دخلن مجال التعليم العالي، وعينت مدرسة في دار المعلمات، في وقت كان لا يزال تعليم النساء الجامعي في العراق وانخراطهن في مجال العمل، أمراً نادراً.كتبت الشعر الفصيح فأجادت فيه كما كتبت الشعر العامي وأجادته كذلك، أحبت الشاعرة لغتها العربية وتخصصت بها ومارست تدريسها فتعصبت لها أكثر دون أن تتنكر للهجتها الدارجة فوجدت نفسها في الأثنين معاً، نالت لقبها نسبة إلى مكان ولادة والدها في مدينة العمارة جنوبي العراق، حيث بدأت كتابة الشعر مبكرا وهي في ربيعها الـ12، وكانت ترسل قصائدها إلى الشاعر اللبناني المهجري، إيليا أبو ماضي، الذي كان صديقا لوالدها.نشرت أول قصيدة لها في أربعينيات القرن الماضي، وكانت حينها في الرابعة عشر من عمرها. وبمجرد أن قرأ إيليا أبو ماضي قصيدتها كتب قائلا "إن كان في العراق مثل هؤلاء الأطفال فعلى أية نهضة شعرية مقبل العراق"..،كان هناك علاقة حب نشأت بين لميعة وبدر شاكر السياب، وظهر ذلك جليا من خلال القصائد المتبادلة التي كتبها الشاعران بعضهما للآخر. تميزت لميعة، التي كانت زميلة السياب في دار المعلمين العالية- كلية الآداب ببغداد، بالجمال والروح المرحة مما جعل الشاعر البصري يقع في حبها. و يُعتقد أن هذه العلاقة كانت موجودة وكان لها تأثير واضح على كتاباتهما. من أشهر القصائد التي يعتقد أن السياب تغنى فيها بلميعة هي قصيدة يقول فيها:.

«ذكرتك يا لميعة والدجى ثلج وأمطار» - بدر شاكر السياب

و أكدت الشاعرة في إحدى مقابلاتها الصحفية أنها بالفعل أحبت السياب، وأنها كتبت له شعرا، وتأثرت كثيرا بصداقته التي لم تكن أكثر من علاقة بريئة ومحلقة ومبدعة".

هاجرت لميعة إلى الولايات المتحدة في زمن صدام حسين وعاشت هناك حتى وفاتها عام 2021.

أسلوبها الشعري

تميّز شعر لميعة بالجرأة والصدق. كتبت باللغة العربية الفصيحة والعامية العراقية، مما جعلها قريبة من الجمهور العربي والعراقي. تأثرت بالأدب المهجري، وخصوصاً بالشاعر إيليا أبو ماضي.

وعند المقارنة بين لميعة ونازك الملائكة، تعد الأخيرة هي الرائدة في مجال الشعر الحر، لكن في ما يتعلق بقضايا المرأة لميعة هي الأهم والأعمق شعريا.

«أنا عراقية»

من أشهر ما كتبت، قصيدة "أنا عراقية" التي ألقتها ردًا على محاولات مغازلة شاعر عربي.

إنجازاتها وأعمالها

  1. الزاوية الخالية (1960)
  2. عودة الربيع (1963)
  3. أغاني عشتار (1969)
  4. يسمونه الحب (1972)
  5. لو أنبأني العراف (1980)
  6. البعد الأخير (1988)

أشهر قصائدها

من بين قصائدها الشهيرة:

وحيدة على شواطيء الأطلسي

من غرفتي أحكي عن الحب أنا
وعن هوى لم ألمسِ
كفيلسوف يصف الخمر التي لم يحتسِ

لو أنبأني العرّاف

لو أنبأني العرّاف
أنك يوماً ستكونُ حبيبي
لم أكتُبْ غزلاً في رجلٍ
خرساء أًصلّي
لتظلَّ حبيبي

لو أنبأني العرّاف
أني سألامس وجه القمرٍ العالي
لم ألعب بحصى الغدران
ولم أنظم من خرز آمالي

لو أنبأني العرّاف
أن حبيبي
سيكونُ أميراً فوق حصانٍ من ياقوت
شدَّتني الدنيا بجدائلها الشقرِ
لم أحلُمْ أني سأموت

لو أنبأني العرّاف
أن حبيبي في الليلِ الثلجيِّ
سيأتيني بيديهِ الشمسْ
لم تجمد رئتايَ
ولم تكبُرْ في عينيَّ هموم الأمس

لو أنبأني العرّاف
إني سألاقيك بهذا التيه
لم أبكِ لشيءٍ في الدنيا
وجمعتُ دموعي
كلُّ الدمعٍ
ليوم قد تهجرني فيه

عاد الربيع

عاد الربيع..
وأنت لم تعد
يا حرقة تقتات من كبدي

عاد الربيع فألف وا أسفي
ألا تحس به.. إلى الأبد

أنساك! كيف؟ وألف تذكرة
في بيتنا تترى على خلد

هذا مكانك في حديقتنا
متشوقاً لطرائف جدد

كم قد سهرنا والحديث ند
وعلى ذراعك كم غفا ولدي

وتهيب أمي شبه غاضبة
«برد الهواء، فأكملوا بغد»

تخشى عليك وكلها وله
أن تستمر وأن تقول زد

وهنا مكانك حين يجمعنا
وقت الطعام بداك قرب يدي

وهنا كتابك في هوامشه
رأي وتعليل لمنتقد

ورسائل وردت وأعوزها
رد عليها بعد لم يرد

يا وجهة الريان من أمل
كيف احتملت تجهم اللحد

وحدي على شواطئ الأطلسي

أنا عراقية

(مهداة إلى : عمر أبو ريشة)

تدخنين؟
لا...
أتشربين؟
لا..
أترقصين؟
لا..
ما أنت؟ جمعُ لا !!!
أنا التي تراني...
كل خمولِ الشرقِ في أرداني
فما الذي يشدُّ رجليكَ إلى مكاني
يا سيدي الخبير... بالنسوانِ
إن عطائي اليومَ شيءٌ ثانِ
حلّقْ.. فلو طأطأتَ.. لا تراني

الأسئلة الشائعة

ما هي أبرز قصائد لميعة عباس عمارة؟

أبرز قصائدها تشمل "أنا عراقية"، و"لو أنبأني العراف"، و"وحيدة على شواطئ الأطلسي".

ما الذي يميز شعر لميعة عباس عمارة؟

تميز شعرها بالجرأة، الصدق، والتعبير العميق عن مشاعر المرأة وتجاربها.

خاتمة

لميعة عباس عمارة ليست مجرد شاعرة عادية؛ إنها رمز للشعر العراقي الحديث وأيقونة للجرأة والابتكار. تركت بصمة لا تُنسى في الأدب العربي، وسيظل إرثها الشعري مصدر إلهام للأجيال القادمة.

© 2024 جميع الحقوق محفوظة..

تعليقات

عدد التعليقات : 0