بينما كانت أمي تنشر الغسيل ذات يوم، كنت أنا وأختي الصغيرة ورفاق الجيران نلعب أمام البيت. كانت لعبتنا بسيطة، عمود أمام المنزل نلتف حوله، نتمسك به وندور. وفي أثناء اللعب، تعثرت أختي وسقطت، وبدأت تبكي.
توقفت لبرهة، أحاول استيعاب كيف سقطت. لم تدم لحظتي طويلًا، إذ قامت إحدى الفتيات اللاتي يلعبن معنا بمساعدتها على الوقوف. توقفت أختي عن البكاء واستأنفنا اللعب كأن شيئًا لم يكن.
لكن أمي، من بعيد، نادت عليّ بغضب لم أعتده منها. صعدت إليها وأنا حائر. تركت الغسيل جانبًا ونظرت إليّ بنظرة قاسية وسألتني: "لماذا لم ترفع أختك عندما سقطت؟" أجبتها: "لقد ساعدتها فلانة." فردت بنبرة أكثر هدوءًا، لكن تحمل معها حكمة عميقة: "هل فلانة أختك؟".
أخذتني جانب الشباك حيث نستطيع رؤية الأطفال وهم يلعبون. قالت لي بهدوء ملؤه العبرة: "انظر إلى ملابس أختك." نظرت، فرأيتها قد اتسخت قليلًا من التراب، فأجبتها: "مجرد تراب، سيزول." ردت أمي بصوت أكثر دفئًا: "عندما يساعدها الغريب، لن ينظف ملابسها، ولن يسألها إن كانت قد تأذت، ولن يربت على كتفها ليطيب خاطرها. سيساعدها على الوقوف ويتركها. أما الأخ، فهو الذي يمسح عنها التراب، هو الذي يتأكد أن لا أحد يراها مهانة، هو الذي يحتضنها حتى تشعر بالأمان."وأكملت أمي كلماتها التي ستظل عالقة في ذهني إلى الأبد: "الأخ هو من يرفع أخاه حين يسقط. ليس ليقف وحسب، بل ليقف سليمًا، نظيفًا، شامخًا."
قد تجد في الدنيا من يشاركك فرحك أو ألمك، ولكن يوم السقوط، لن تجد إلا الأخ ليقول لك: "سلامتك".