كانت رحلة أركان إلى مدائن الجان واحدة من تلك الرحلات التي لا تُنسى، رحلة محفوفة بالأسرار والمخاطر، لا يُقدم عليها إلا أشجع الشجعان وأعظم المغامرين. بدأت القصة عندما كان أركان، الشاب المغامر، يعيش في قرية صغيرة وسط الغابة، معروفًا بشجاعته وذكائه، لكنه كان دائمًا يسعى وراء المجهول، يبحث عن قصص وأساطير لا يعرفها أحد.في يوم من الأيام، التقى أركان بشيخ عجوز كان معروفًا بحكمته الواسعة ومعرفته بكل ما يدور في العالم. جلس أركان مع الشيخ وتحدث معه عن رغبته في اكتشاف أشياء جديدة ومغامرات مثيرة. ابتسم الشيخ وقال: "إذا كنت تبحث عن شيء خارج عن المألوف، فعليك بالسفر إلى مدائن الجان. هي مدائن غامضة، مليئة بالأسرار، ويُقال إنها مخبأة في مكان بعيد لا يعرفه سوى من يمتلك قلبًا لا يخاف وذهنًا لا يشوبه الشك."أثار كلام الشيخ فضول أركان، فسأله عن كيفية الوصول إلى تلك المدائن. أجاب الشيخ: "الطريق إلى مدائن الجان ليس سهلاً. عليك أن تتبع نجمًا معينًا يظهر في السماء في ليلة معينة من السنة. سيقودك هذا النجم إلى ممر سري بين الجبال، ومن هناك ستجد نفسك في عالم مختلف تمامًا."بدأ أركان التحضير لرحلته، جمع كل ما يحتاجه من معدات، واتخذ قراره بالمضي قدمًا في هذه المغامرة. في الليلة الموعودة، راقب السماء حتى رأى النجم الذي تحدث عنه الشيخ. تبعه عبر الغابة، تسلق الجبال، عبر الأنهار حتى وصل إلى الممر السري.عندما دخل الممر، شعر وكأنه يعبر إلى عالم آخر. فجأة، ظهرت أمامه مدائن الجان، كانت مبانيها من الحجارة الكريمة والذهب، مشرقة بألوان سحرية لم يرَ مثلها من قبل. لكن أركان لم يكن الوحيد في هذا المكان، فقد اكتشف أن الجان يسكنون هذه المدائن، وكانوا يراقبونه منذ دخوله.لم يكن من السهل على أركان البقاء في مدائن الجان، فقد كان عليه أن يثبت نفسه أمامهم. تعرض لاختبارات عديدة، كانت كل واحدة منها أصعب من الأخرى. واجه مخلوقات لم يكن يتخيل وجودها، وتعرف على أسرار مخفية عن البشر.بعد أيام طويلة من المغامرة، استطاع أركان كسب احترام الجان. منحوه أسرارًا قديمة وكنوزًا عظيمة، ولكن بشرط أن يعود بها إلى عالم البشر وألا يعود إلى مدائنهم مرة أخرى. وافق أركان وعاد إلى قريته محملاً بتلك الكنوز والأسرار، ولكنه علم أنه قد خاض مغامرة لا مثيل لها، مغامرة لن تتكرر، وترك وراءه عالم الجان إلى الأبد، لكنه كان يعلم أنه لن ينسى أبدًا ما عاشه هناك.ومع مرور الزمن، أصبح أركان أسطورة بين قومه، يحكون قصته ويتداولونها جيلًا بعد جيل، وكلما تحدثوا عنها، كانت العيون تلمع ببريق الحماس والشوق للمجهول.
http://dlvr.it/TCmDPR
/>
http://dlvr.it/TCmfdC
رحلة إلى مدائن الجان
تاريخ النشر
آخر تحديث