القرية السعيدة |
في وادٍ جميل بين الجبال الخضراء، كانت تقع قرية تُدعى القرية السعيدة. كانت القرية مليئة بالحقول المزهرة، والأشجار المثمرة، والمنازل الملونة. عاش الناس في القرية بسلام وسعادة، يتعاونون ويحتفلون معًا في كل مناسبة. الأطفال يلعبون في الشوارع، والفلاحون يعملون في الحقول، والنساء يخبزن الخبز الطازج كل صباح.كان الجميع في القرية يحبون بعضهم البعض، وكان الحب والتعاون هو سر سعادتهم. ولكن، في أحد الأيام، تغير كل شيء.في صباح يوم مشمس، ظهرت غيمة سوداء كبيرة في سماء القرية. ومعها جاء ساحر شرير يُدعى زارون. كان زارون معروفًا بقدرته على تدمير القرى ونشر الفوضى. وقف زارون على تلة تطل على القرية وقال بصوت عالٍ: "أيها القرويون! جئت لأدمركم وأنهي سعادتكم. استعدوا للفوضى والرعب!"تجمّع أهل القرية في الساحة الرئيسية وهم في حالة من الذهول والخوف. قال العمدة بحزم: "لن ندع زارون يدمر قريتنا. علينا أن نتحد ونعمل معًا لإيقافه."بدأ الجميع في التفكير في كيفية مواجهة الساحر الشرير. تقدم الحكيم العجوز وقال: "زارون قوي، لكن الحب والتعاون هما قوتنا. يمكننا استخدام سحر الحب لإيقافه."جمع الناس في القرية كل ما يعبر عن حبهم وتعاونهم: الزهور، الثمار، والخبز الطازج. صنعوا قلبًا كبيرًا من الزهور والثمار، ورسموا على الأرض دوائر الحب والتعاون. وقف الجميع ممسكين بأيديهم وأعينهم مغمضة، مرددين كلمات الحب والوحدة.في تلك اللحظة، بدأ القلب الكبير يلمع بألوان زاهية، وانطلقت أشعة الحب والتعاون نحو السماء. توجهت هذه الأشعة نحو الغيمة السوداء حيث كان زارون واقفًا. حاول زارون استخدام سحره لإيقاف الأشعة، لكنه لم يستطع. كانت قوة الحب والتعاون أقوى من أي سحر شرير.بدأ زارون يتلاشى تدريجيًا، واندثرت الغيمة السوداء معه. عادت السماء إلى صفائها، وعاد السلام إلى القرية. فتح أهل القرية أعينهم ورأوا السماء الزرقاء والشمس الساطعة. عرفوا أن قوتهم في حبهم وتعاونهم هي التي أنقذتهم.احتفل الناس بانتصارهم على زارون. أعادوا بناء ما دُمر، وزرعوا المزيد من الزهور في الساحة الرئيسية تكريمًا لقوة الحب والتعاون. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت القرية السعيدة رمزًا للوحدة والمحبة، وتعلم الناس أن الحب والتعاون يمكنهما التغلب على أي شر.استمر أهل القرية في العيش بسلام وسعادة، مع علمهم أنهم قادرون على مواجهة أي تحدي طالما كانوا متكاتفين ومحبين لبعضهم البعض.