الشاعر حذيفة العرجي.
الشاعر حذيفة العرجي |
حذيفة العرجي شاعر سوري ولد في مدينة حمص عام 1988م، وتخرج من كلية الآداب بعد حصوله على بكالوريوس آداب قسم لغة عربية وقد تميز في كتابة العديد من الكتب والدواوين والمؤلفات الشعرية ومن أهمها ( حين اشتعلنا أمطرت- تمكنت منك - مضاف إليك - قاتلك الحب ) ومازال الشاعر ينشط في وسائل التواصل الاجتماعي وله قاعدة جماهيرية كبيرة.
أبكي بلادي.. وشعباً صامداً بطلاً
ما ظلّ شيءٌ بهذي الأرضِ ما قهرَهْ
كوجه فرعونَ لمّا أُلقيَ السَّحرة!
أقل ما يقال عن هذا الرجل أن شعره لذيذ كأنما يصب عليك العسل صباً.
قصيدة حب وبعد وحنين.
لأنَّ ما بيننا سدٌّ من النارِ
قررتُ عنّي وعنكِ الأخذَ بالثارِ
تَفرّجي كيفَ لا أُبقي على ألمٍ
ولا أُخلّي لآهَينَا على دارِ
سأجعلُ البُعدَ يبكي حينَ يسمعُ بي
خوفاً… وأنفخ في عينيهِ إعصاري
فساعديني… نُعيدُ الحُبَّ ثانيةً
بلا خطايا بلا إثمٍ وأوزارِ
تلكَ المشاكلُ كانت بيننا … بَعُدت
فلا تخافي… لقد علّيتُ أسواري
ولا تُبالي إذا عادت تُخوّفُنا
لضِحكةٍ منكِ فعلُ الماءِ في النارِ
ماذا تُريدينَ… قلبي؟ أنتِ زهرتُهُ
ماذا تُريدينَ… عُمري؟ أنتِ أعماري
لو تطلبينَ عيوني لستُ أمنعُها
يا غيمةً حملت في الصيفِ أمطاري
اشتقتُ صوتكِ صُبحاً حينَ يوقظُني
وحينَ ليلاً يُغنّي حلوَ أشعاري
وللمناكيرِ ألواناً على شَفتي
قبّلتُها حَسَداً من فوقِ أظفارِ
الحبُّ أن تقفي في وجهِ أدمعنا
لا أن تغيبي وفي عينيكِ مشواري
الحبُّ أن تَصلي لو أنها انقطعت
بينَ البحارِ وبينَ اليَبسِ أخباري
الحبُّ أن تصفحي… أن تقبلي كرماً
إذا غلطتُّ بيومٍ قُبحَ أعذاري
الحبُّ أن ترقصي لو كنتِ مُنهكةً
إذا سمعتِ بليلٍ عزفَ أوتاري
الحبُّ أن ترسُمي درباً تُساعدُنا
على المسيرِ بأسفارٍ وأسفارِ
إنّي أحبُّكِ … لو تدرينَ كم قمرٍ
يحومُ فوقي ويُغريني بأنوارِ
عودي إليَّ … عيوني كلُّها أملٌ
بأن تراكِ حواليها وأنظاري
لا بارك الله في بُعدٍ يُشتّتُنا
ولا بقُربٍ يصبُّ الزيتَ في النارِ
حذيفة العرجي نسيج وحده |
أحاولُ العَيشَ مثلَ الناسِ لو كذباً
وأستعينُ على الدنيـا بباريها
ماتت بروحيَ آمالٌ حييتُ بها
وليسَ غيركَ يا اللهُ يُحييها
من أجمل ما قال قصيدة (لمن أفضفض).
لمَن أُفضفضُ كي أرتاحَ من تعبي
ومن سيسمعُني؟ ماتَ الأجاويدُ..
إنْ كانَ وجهي فَتيّاً في ملامحهِ
فللفؤادِ وأحلامي تجاعيدُ
حدّثتُ قومي بما أحسستُ من خَطّرٍ
فنلتُ ما نالَهُ من قومهِ هودُ!
المجدُ للصمتِ.. حينَ الصوتُ يخذلُنا
وللضّياعِ إذا ماضيكَ مفقودُ
أرواحُنا وجبَةٌ للدّهر مُغريَةٌ
فإن قَضينا، فَرَتْ أجسادَنا الدودُ!
فيمَ التفاؤلُ إنْ كانَ الأسى قدراً؟
وكيفَ يهربُ من أوتارهِ العودُ؟
أقومُ في الليل مرعوباً بلا سببٍ
حولي شعوبٌ.. وآمالٌ.. ونمرودُ
هذي بلادٌ إذا أدنتكَ ضِقتَ بها
وإن جَفتكَ.. فأشواقٌ وتسهيدُ!
يقولُ إبليسُ ليْ: لا تنتَظر فرَجاً
بيضُ الحكاياتِ وهمٌ، كلُّها سّودُ!
خسئتَ واللهِ! بعدَ العُسرِ ميسَرةٌ
وبعدَ كلِّ بلاءٍ مؤلمٍ عِيدُ
أعمارُنا فِتَنٌ من بعدها فتَنٌ
فبعضُنا واردٌ.. والبعضُ مورودُ
وكم فُتنتُ.. وشابَ القلبَ وسوسَةٌ
لكن صبرتُ، وبعضُ العُسرِ محمودُ!
إذا حبالُ الأماني كلّها قُطِعت
وضِقتَ عيشاً.. فحبلُ اللهِ ممدودُ
فإن كفرتَ على بلوى أُصِبتَ بها
عليكَ وحدكَ هذا الكفرُ مردودُ
كن مثلَ داوودَ.. أوّاباً لخالقهِ
ما قالَ كُفراً، ولكنْ خَرَّ داوودُ..
قصيدة "طقسٌ مضطرب"
لا مؤمناً هذا المساءَ بحدسِكْ
تخلو بنفسكَ باحثاً عن نفسِكْ..
كيفَ الوصولُ لأيّ دربٍ سالكٍ؟
ثُلُثا متاهاتِ الوجودِ برأسِكْ!
أحببتَ حتّى ضاق صدرُكَ بالهوى
فأرَقتَ لذَّةَ خمرهِ من كأسِكْ
في لحظةٍ للقلبِ تاريخيَّةٍ
أفلتَّ من كفّي أساكَ، ويأسِكْ..
وجَنَحتَ للصمتِ الذي يا طالما
أحسستَهُ ضعفاً.. ولُذتَ بهَمسِكْ
تَبَعاً لعقلكَ.. ما دهاكَ، ألم تكن
تضَعُ النّقاطَ على الحروفِ.. بحسِّكْ؟
والليلُ.. كيفَ نجوتَ من أحلامهِ
وتركتهُ يفنى بموقدِ شَمسِكْ؟
عانيتَ ما عانيتَ والدنيا إذا
طاوعتَها.. عبِثَتْ بحالةِ طقسِكْ!
وصبرتَ حتى صرتَ تؤمنُ أنّه
ما ثَمَّ بؤسٌ في الحياةِ كبؤسِكْ!
وهربتَ مما لا تُطيقُ، محاولاً
أن لا تُمكنَ منكَ أذرُعَ نَحسِكْ
فوقَ اجتراعِكَ خيبةً من خيبَةٍ
كُدِّرتَ ممن كانَ مصدَرَ أُنسِكْ!
ونَهَيتُ قلبي: لا تكن مُتشائماً
واكتب لشامِكَ ما بقيتَ وقُدسِكْ..
غدُكَ الجميلُ أطلَّ، قم لربيعهِ
واقرأ على ليلاكَ أحرُفَ قيسِكْ
يا باعثَ الأحلامِ فيَّ.. قتلتَها!
لكنّ روحي ما تزالُ بحبسِكْ
أُعطي دروساً في التخلُّص من أذى
الماضي.. ويومي عالقٌ في أمسِكْ!